قال الوزير: هل أنت متأكد من هذا أيها الرجل؟ فاستجمع قواه وقال: نعم يا سيدي … وأؤكد لك ذلك. قال الوزير: وما الدليل على صدق ما تقول …؟ قال الرجل: إني لأجد الدليل والشاهد ماثلا بين يديك وريما لا تراه أمامك واضحا الوزير الدليل أمامي أين هو؟ الرجل: الخراج يا مولاي والبستان يا مولاي، وصاحبك ألا تسأله؟… هل ينكر الخراج الذي أدفعه شعر الوزير بالحرج الشديد، ولام نفسه لأنه طلب من الرجل دليلا وقد كان من الأحرى أن يترك أدلة الرجل الواضحة ويستدعي عامله ووكيله ليؤكد قول الرجل أو ينفيه انظر الوزير في هدوء بدا منه أنه اقتنع بقول الرجل، لكنه يبحث عن الحل الأمثل الذي يرضي الله سبحانه وتعالى ثم قال الوزير أشعر بصدق حديث، وقوة أدلتك وشهود لك، وكان علي أن أكتفي بما قتله عن دفعك لخراج هذا البستان فقال الرجل: إنني أشك، والله اعلم انك تريد أن تضع امامي العقبات لأن البستان لم يعد من اموالك الآن .
نظر الوزير الي حراسه وقال في حزم : احضروا عاملي هذا على وجه السرعة، فجاء الرجل ولما سأله الوزيره لماذا فعلت هذا ؟ قال: إن بستانه يقع وسط أرض الوزير الواسعة المترامية الأطراف، فلا يعقل أن نتركها لغيرك وهي في أرضك  تعجب الوزير من رد عامله، توعده بعقاب على هذا الأمر الذي جعله ظالمة جائرة على حقوق الناس، ثم نظر إلى صاحب البستان قائلا: يرد إليك بستانك
فرح الرجل ووقف يشكر الوزير على عدله، فقال الوزير في لطف وحزم: لم أنته بعد من كلامي أيها الرجل الطيب.. ثم أردف قائلا: وترد إليك غلتها منذ أن استولى عليها وزیرنا، فأنت تدفع العشر خراجا، لذلك فسوف تضاعف الخراج عشر مرات وبهذا تحسب غلتك التي أخذناها .
فقال الرجل: گفي أيها الوزير لقد أخذت حقي. فقال الوزير: لا… بقي شيء آخر؟ قال الرجل: وما هو؟ قال الوزير: علينا أن نتفق على تعمير أرضك وإصلاحها فلربما نكون قد أهملناها ونحن نزرعها وعليه فقد قررت أن اخصص لك ما يصلحها ويعمرها، سعد الرجل بعدل الوزير الذي مكنه من أخذ حقه وشكر له هذا الامر وانصرف راضياً .