جفت دموع سلمى .. و طمأنت أمها على الهاتف .. و حكت لها أنها بأمان ..
فقال لها صاحب البيت .. ’’ لا بدّ من تبليغ الشرطة ، فالأمر خطير ! ‘‘ ...
و فجأة !! ... طرق الباب ! ..
فتح الباب ، فدخل الحارس .. ’’ سيدي ! .. هناك رجل بسيارة زرقاء ، يدور حول البيت ‘‘ ...
سلمى بفزع : نعم انه هو .. انه زوجي !! ..
صاحب البيت : لا تخافي يا ابنتي .

صاحب البيت لزوجته : هيا بنا لنأخذ سلمى و نذهب إلى الشرطة ..
ذهبوا إلى مركز الشرطة ، حكت لهم سلمى كل شيء .. و أخذ منها الضابط كل المعلومات عن الزوج ... و تأثر من أجلها و علم بخبرته أنها صادقة ..
الضابط : لا بدّ أن تعودي للمكان .. 
سلمى : مستحيل ! .. أرجوك يا سيدي ! ..
الضابط مقاطعا : ستكونين معنا في حماية الشرطة .. لا تخافي ! .. لا بدّ من معرفة المكان الذي كنتي فيه ، و لا بدّ قبل أن ننتقل ، أن نسجل بلاغا إلى النائب العام باسمك ..
صاحب البيت لسلمى : أنتِ الآن في حماية الشرطة ، و نحن تحت أمرك في أي وقت .. نحب أن نراكي بعد انتهاء هذه المشكلة ، و هذا رقمي اذا احتجتي أي شيء ..
شكرت سلمى الرجل و زوجته ، و ودعتهم قائلة ’’ لن أنسى معروفكم ما حييت ‘‘ .

سارت قوة كبيرة من الشرطة بعرباتها المدرعة ، و وصلوا إلى المكان ..
لاحظوا من بعيد ، تجمع بعض الرجال في حديقة المنزل .. نزل رجال الشرطة مسرعين
 ، توجهوا إلى البوابة الرئيسية .. و لما رآهم مراد و من معه ؛ فزعوا و هموا بالهروب ،
و لكنهم لم يستطيعوا ! ... أحاطت بهم الشرطة من كل مكان .
أخذ الظابط سلمى ، و نزل بها من السيارة ، و ما أن رآها مراد .. فزع فزعا شديدا ...
الضابط : أهذا هو ؟! ..
سلمى : نعم هو يا سيدي ..
صعدت قوة إلى أعلى الفيلة ، تأخروا قليلا .. ثم نزلوا بمجموعة من الأوراق ، و كراتين مغلقة .. و بعض الأشياء الأخرى ..
جمعتهم الشرطة في العربات و رجعوا إلى مركز الشرطة .

بعد أيام من التحريات ، كانت المفاجأة التي جاءت بها الشرطة ..
مراد تاجر مخدرات كبير .. قواد منذ سنين ..
تزوج قبلها ثلاثة نساء ، يقدمهنّ لزبائنه من أصحاب الأموال ، في نفس الفيلة ، مقابل أموال طائلة .. 
أما مصيرهنّ فكان .. واحدة منهن انتحرت .. و الأخرتان ، قام مراد بقتلهم بعد أن كشفا أمره ، و ألقاهما في النهر الكبير .

سلمى .. بعد أن سمعت كل ذلك ؛ تنفست الصعداء ... فقد كانت ستنال حتفها ..

الضابط الخلوق لسلمى : الحمد لله ، تم انقاذك في الوقت المناسب .
سلمى : لي طلب يا سيدي ! ..
الضابط : ما هو ؟! 
سلمى : قبل أن أرحل إلى بلدي .. لا بدّ أن يطلقني هذا الرجل ، طلاق رسمي ..
الضابط : لا تقلقي ؛ فكل ذلك في الحسبان ..
أخذت الشرطة , سلمى في حراسة شديدة ، إلى الفيلة لتجهيز حقائبها ، فذهبت و أخذت كل ما يخصها من مصوغات و غيرها ..
و عندما وصلت سلمى إلى المطار ، و كان ميعاد الطائرة قد حان ، قالت لرجال الشرطة .. ’’ أنتم أفضل من رأيت في حياتي ‘‘ .

و على الجانب الآخر ، ينتظرها أبواها على أحر من الجمر ، و يعض أبوها على يديه ندما ... أما سلمى ، فبعد أن ركبت الطائرة ؛ ارتسمت على وجهها ابتسامة ، كانت قد غابت عنها ، منذ أن رأت مراد .. و لسناها يلهج بحمد الله الذي سبب لها كل أسباب السلام ♥ ... و كانت تود أن تصرخ بأعلى صوتها ؛ ليسمعها كل أب .. 
ألا يتاجر ببناته ، و أن يزوجها للأمثل خلقا و دينا .