جرت إلى مكانها ترتجف ، تشعر أن الدنيا كلها سوداء .. و أن نفسها يضيق ، و أن قلبها سيتوقف ! ... سلمى لنفسها .. لا بدّ أن أفكر في حيلة ، قبل العاشرة مساء ! ، لا بدّ أن أتصرف ! .. قامت تنظر إلى النوافذ !! ، لعلها تجد مهرب ، المكان خالي من كل شيء ..
المساكن المجاورة بعيدة إلى حد ما ..
هو قام يتجول في الشقة ... و سلمى قلبها يدق تكاد تسمع دقاته ! .. 
و انجرف عيناها بالدموع كأنها سيل جارف ! .. و فجأة وجدت حيلة ...
أخذت تصرخ ، و تصرخ بصوت عالي جدا .. جاء إليها مفزوعا ..
’’ ماذا بكي ! .. لماذا تصرخين ؟! ‘‘ .. قالت له ’’ مراد .. بسرعة بسرعة ، وديني لأقرب مستشفى ! ‘‘ ..

هو : لماذا ؟! 
هي : أشعر بأن بطني تتقطع ! ..
هو : سأستدعي لكي الطبيب ..
هي : انزل بسرعة هاتلي حقنة مسكنة ، حتى يأتي الطبيب .. و تصرخ بأعلى صوتها !
هو : سأنزل .. سأنزل !  .. و نزل مسرعا .

قامت سلمى بسرعة ، ارتدت عباءتها ، و نظرت من النافذة ، وجدته يخرج بالسيارة ..
انتظرت حتى تحركت السيارة .. جرت على الدرج بأقصى سرعة ممكنة .. كانت تخشى أن يراها في المرآة .. فالطريق خالي تماما .. اختفت سيارته .. 
أخذت تجري و تجري ، حتى تصل لأقرب مبنى .. تشعر بالفرحة بنجاحها في الهروب ، و بالقلق الشديد ، تخشى أن يعود بسرعة فيقابلها ، و أخيرا وصلت إلى بعض البنايات ..
فوجدت أبواب العمارات مغلقة ! ... يا إلهي أين أذهب .. وجدت سيارة .. ينزل منها رجل و امرأة ، و الحارس يفتح لهما باب العمارة .. فأسرعت إليهما ، فنهرها الحارس .. إلى أين تذهبين .. فاتجهت للرجل .. سيدي أرجوك أرجوك ساعدني .. نظروا إليها ! ، 
فوجدوا وجهها شاحب ، و عيون ذابلة من البكاء ، و جسدها يرتجف ..
أشفقت عليها المرأة ، و قالت لها ’’ ماذا بكي ؟! ‘‘ ..
سلمى : أرجوك أدخليني في أي مكان أختفي به ثم سأحكي لكي ! ..
أدخلتها المرأة .. أحضرت لها كوب من الماء .. ’’ اهدئي يا ابنتي ! ‘‘ ..
جلست سلمى ، تبكي من شدة الفرح أنها قد استطاعت الهروب ، و بعد وقت قليل .. استطاعت أن تتكلم ... فبدأت بالكلام ، و حكت لها قصتها ..
قالت لها السيدة ’’ لا تخافي ! ‘‘ .. و قامت هي و بناتها ، أحضروا لسلمى الطعام ، و لكنها أبت ، فألحوا عليها ، حتى تستطيع أن تقاوم .. و بالفعل أكلت سلمى ، فهي لم تأكل منذ وقت طويل .

رجع مراد معه حقنة .. صعد الدرج .. فتح الشقة .. دخل إلى حجرة سلمى ، فلم يجدها ..
بحث عنها في كل الأنحاء .. جن جنونه .. أين ذهبت ؟!! ..
اتصل بزملائه .. انتوا خطفتوا سلمى ! .. و استدعاهم في الحال ...
فوجد أنه أخطأ الظن ! ... لكن الأمر غريب !! ... فجلسوا يفكرون ما العمل ! ..

جفت دموع سلمى .. و طمأنت أمها على الهاتف .. و حكت لها أنها بأمان ..
فقال لها صاحب البيت .. ’’ لا بدّ من تبليغ الشرطة ، فالأمر خطير ! ‘‘ ...
و فجأة !! ... طرق الباب ! .
تابعون باقي القصة  واضغط هنااااا👇👇👇👇